ليتنى كنت طائراً بجناحين
من شرفة منزلى كنت ارقبهاوهى ترفرف
بأجنحتها على وتر ايقاع بديع
كان يخيل الياان هناك من يعزف
وهى ترقص وتتمايل فى طرب
هل كانت ترقص فرحا بالموطن الجديد
ام كان فرحاً بعهد قطعته من الزمن البعيد
كنت انظر اليهاواراها تبتعدكلما
ضربت بأجنحتها تختفى شيئاً فشيئاً
وانا واقف اتاملها فى سكون غريب
فانا مفتون بهالدرجة اننى لا أرى
فى الكون غيرها
كنت اغار منها لاننى تمنيت يوماً ان اكون مثلها
أحلق بجناحين أرتفع وأرتفع حتى تختفى شرفتى
من امام ناظرى
لكن هى لا تتمنى ان تكون مثلى فأنا فى عيناها الصغيرتان
مخلوق عاجز يستطيع ان يمشى ولكن هيهات
له ان يضرب بجناحيه ويرتفع حتى
يبسط نفوذه على الا فق الفسيح
ياله من احساس رائع ان تعلو وتعلو
انها تبتسم لى فى سخريه ارادت ان تعرف
اذا كنت قد فهمت الرساله
نعم يا طائرى الصغير فهمت الآن بيت القصيد
انت تخبرنى لا تذكرنى بعجزى واننى مهما حاولت فلن اتجاوز قدراتى
اردت ان تقول انا طائربرجلين يستطيع ان يمشى
انا طائر بجناحين يستطيع ان يرحل بهما الى اى مكان وقتما شاء
قالها وارتفع بعيداًواختفى حتى توارى عن الافق فى منظر مهيب
تذكرت حينها هدهد سليمان فعلمت انه ما قال الا الحق
ما أعجزك يا انسان
كنت اراهاعند البحرتحلق فوق الا مواج تسبح
حتى فى اعالى البحار لا تخشى الموج ولا الغرق
وتنظر اليا نظرة اعرف مغزاها كنت اراها
بحجمها الضئيل تحلق فوق الا ساطيل لا تخشى مدفعاً
ولا دبابة حتى اعتى القاذفات لا تقدر عليها
فى مكان نفوذها كم انا مفتون بك يا صغيرى
انت شجاع ولا تعرف ونحن جبناء ونعرف
كم تمنيت ان اكون طائرا بجناحين