إلـى راؤول الروح .. لم أكـن لأتصور و أنا أشاهدك تتخبط قبل موسمين أن ينقلب حالـك
و تصبح أفضل و أجمل و أقوى
بدأت بوادر اليأس من عودتك و القنوط من استعادة راؤول الحقيقي
راؤول الروح ، راؤول القائد – ترعبني .
تهت في وسط مشاكل الفريق
و أضرتك كمـا أضرت زملاءك
و لكـن السهام أضحت تصيبك أنت .. أنت فقط
و بوحشية شديدة !
سيل جارف من الصراخ و السباب و الشتائم طالتك
لا أقـول كان لنا الحق في ذلك ، و لـكن ما كان يحدث للكيان الأبيض
جعلنا نفقد السيطرة على عواطفنا و مشاعرنا .
تصور عزيزي راؤول شعورنا و نحن نراك و زملاءك خائري القوى أمام صغار الليغا
أنتم الذين أرهبتم أوروبا بصرخة مهولة – أصبحتم لا تقدرون على شيء !
مؤلم هذا الشعور أليس كذلك ؟ نعم ، أنا معك بأن ما اختلج فيك كان أمرّ و أشد وطئة مما كنا نشعر به
فأنتم اللاعبون اللوحة الدائرية التي نلقي سهامـنا عليـها .. و كنت أنت الحلقة الوسطى !
الحلقة الأصعب ، و التي لا ترمى إلا لسبب ٍ قوي
قذفت تارة إلى اليمين ، مكانا ً لم تعهد اللعب فيه
ثم ألقي بك إلى اليسار ، المركز المجهول بالنسبة إليك
4 أشهر لم تزر كراتك شباك الخصوم .. و الله إنها المصيبة التي حلت عليك .
حتى وصل بنـا الحنق ، إلى أن طالبـنا بخروجك من الفريق .. !
أن تخرج من البيت الذي ترعرعت فيه ، و قضيت فيه ثلث حياتك
ما بين ليغا فزت بها و أبطال تألقت فيه و أساطير عاشرتها ..
كم حنجرة كانت باسمك تطلق السهام على الأعداء
و كم يد كانت تُجـهد لأجل التصفيق لأهدافك . ؟
أسوأ كوابيسك كانت هي أن تخرج من الفريق
أعلم تماما ً ما أرعبك و قض مضجعك ! ..
بعد ليلة خيتافي السوداء ، في الموسم الماضي
و بعد أن انتهت المباراة بهدف فظيع السواد ..
جلست ، فبكيت ، و قررت أن لا مكان لي هنـا في بيتي
أصبحت ُ مهاجما ً من كل الجوانب ، محاصرا ً لا ألقى سبيلا ً إلى الخلاص
فما الذي أنتظره ، هيا لأشد الرحال إلى بلد آخر ، و أتخلص من هذا العذاب
فأتاك كالديرون من حيث لا تدري ، و هدأ من روعك
و ذكرك بالقيادة ، و بالمسؤولية التي عليك تجاه هذا الكيان العظيم
خروجك من هذا النادي يا راؤول ، ليس بتلك السهولة التي تصورناها
لم تصبح رمزا ً من فراغ .. و الرمز لا يستغنى عنه بهذه السن الصغيرة .
تميزت الموسم الماضي بأهدافك الحاسمة
في المباريات الكبيرة ، فكانت هي البشارة .
محبك محب الملكي عاشق البطولات و المجد .. شكسبير العرب * * *
لقد كنـت من الذين غضبوا أشد الغضب على راؤول ، حتى طعنت بقدرته على تحمل مسؤولية الشارة التي زينت ذراعه ، لقد كان لي الحق حينما كان الفريق يعج بالجلاكتيكوس ، حينما اختير راؤول ليكون مسئولا ً عنهم جميعا ً ، مسؤولا ً عن فيجو ، زيدان ، رونالدو ، روبيرتو كارلوس ، بيكهام .. ما أصعب هذه المهمة !!
ثم كانت الثورة التي بدلت ما حولـه ، و ثبت هو ليقود الفريق الجديد قيادة قائمة على الخبرة ،
ليـقود مجموعة جديدة لطالما رأت راؤول – كونها لم تعاشره في نفس الفريق ، أو بالأصح لم تعايش مشاكل غرف الملابس بين النجوم – القائد الملهم لنادي ريال مدريد
و الاسم الذي إن ذكر ريال مدريد ظهر من خلفه . فأصبحت الكابتنية هنا أسهل بكثير عليه .
لم أرد أن أنتظر إلى نهاية الموسم
كوني أريد أن أهذب صورة راؤول التي صورها بعض الأعضاء عنه
مستغلا ً هذه الفترة الرائعة التي نعيشها معا ً . راؤول ( العلة ) أصبحنا لا نريد الاستغناء عنه
راؤول ( الفاشل ) اختفى و استحال إلى هداف الفريق .
أمنية أن يظل راؤول على ما هو عليه الآن ، إلى نهاية الموسم ، ليرفع بيده كأس بطولة ، أي بطولة .
هل عـاد الحب ؟ ..
شكسبير العرب